موسم دراما 2024.. قليل من النجاح.. كثير من الفشل

موسم دراما 2024.. قليل من النجاح.. كثير من الفشل

“الحشاشين” و”جودر” إبداع حقيقى وراءه فكر وجهد كبير 

تفصيل الأدوار ومسلسلات “القص واللصق” واللهث وراء “الترند” تضع الدراما فى مأزق

“افتكاسات” المخرجين تصنع دراما لا علاقة لها بالواقع

التكرار فى الشخصيات يفقد النجوم الكثير من رصيدهم الفنى

الجيل الجديد من الفنانين يفتقر إلى الموهبة والذكاء

“المتحدة” بدأت إعادة الاعتبار للدراما بقدر كبير جداً والقادم أفضل

 

 

حالة التخبط والهبوط التى أصبحت عليها الدراما المصرية الآن والتى أصابت المشاهدين بنوع من خيبة الأمل تدفعنى للكتابة مجدداً عن الدراما المصرية وذلك حتى نضع أيدينا على نقاط الضعف ونكشفها لصناع المحتوى الدرامى، حتى تعود الأعمال الدرامية المصرية لمكانتها وسابق عهدها. 

واللافت للنظر أن الدراما المصرية  أصابها الوهن خاصة فى الفترة التى تلت ثورة يناير مباشرة، وشهدت ترديا فى المحتوى أدى لمردودات سلبية، وللحق فإن الشركة المتحدة عندما تولت زمام الأمور بدأت إعادة الاعتبار للدراما بقدر كبير جدا، فالدراما المصرية مازالت تعد أحد روافد القوة الناعمة لمصر بما تمتلكه من أدوات كثيرة للتأثير فى المحيط العربى ككل والتأكيد على التفوق الثقافى والفنى، بأعمالنا الدرامية، لذلك حرصت فى هذا المقال على أن أقوم بقراءة للمشهد الدرامى، وكشف بعض النقاط التى يجب وضعها فى الحسبان بهدف التجويد وانتقاء الأفضل والتدقيق فى اختيار النص وإفساح المجال لظهور نجوم جدد.
وفى تقديرى فإن قضية الدراما المصرية قضية شائكة، ورغم المحاولات الجيدة والمبهرة من الشركة المتحدة لإعادة الريادة للدراما كما كانت فى السابق، فإن بعض الأعمال الدرامية والمسلسلات التليفزيونية لا تشبع رغبات المشاهد العربى، فنحن إما أمام دراما عنف و«أكشن»، أو دراما تراجيدية، أو كوميديا بائسة لا تسمن ولا تغنى من جوع، أو مشاهد فانتازيا خالية من الدراما ولا تمت للواقع بأى صلة، يصنعها المخرج من أجل تصدر الترند للحظات أو لساعات ثم ما يلبث حتى ينسى المشاهد الحلقة بل المسلسل بأكمله، هذا ما شاهدناه خلال السنوات الماضية، وذلك للأسف الشديد جعل المشاهد العربى والمصرى يتخلى بعض الشىء عن الدراما المصرية.

 ورغم أن الدراما التى تعرض حاليا لها جمهور ولكنها عبارة عن ضجيج وجمهور بلا فن، وخالية من المعنى، والجمهور الحقيقى متعطش للدراما الحقيقية فى ظل ظروف اجتماعية متغيرة، تسببت فى تغيير الحالة المزاجية للمواطن، الذى يسعى وبقوة إلى إحداث تغيير عام فى سلوكياته، ما يجعله أكثر إقبالا على الدراما “المريحة للأعصاب”، التى تقدم له تلك الجرعة الكبيرة من الحب والحنان والمشاهد التى «تدغدغ» مشاعره.

وأعتقد أن الاستسهال والتذاكى والفهلوة من جانب بعض المخرجين، هو ما سبب تلك الفجوة الكبرى بين المشاهد وعدم تقبله العمل الدرامى، وهو ما يتطلب جهودا مضنية للتخلص من هذه الظاهرة التى ستأخذ من رصيد صناعة الدراما المصرية، وهى ظاهرة لم تشهدها أى من دول العالم، فقد أصبح التعامل مع الأعمال الدرامية يمثل صورا من الاستهانة بالجمهور والمجتمع، بعد أن كانت لها دور بارز ومهم فى تشكيل وجدان ووعى المشاهد على مر العصور
وعندما نتحدث عن الدراما المصرية 2024 والأعمال التى عرضت فى موسم شهر رمضان، سنجد أن هناك أعمالا دون المستوى، وجاءت أحداثها خيالية وليست واقعية.

وهناك أعمال حققت نجاحا منقطع النظير والتف الجمهور حولها وأقبل بشراهة على متابعتها منها مثلا مسلسلا “الحشاشين” لكريم عبد العزيز و”جودر” لياسر جلال، حيث الإبهار فى المناظر والتصوير والأزياء، إلى جانب الرومانسية التى تحويها بعض المشاهد.

ونجح العملان فى خطف الأنظار إليهما، خاصة أن القائمين عليهما نجحوا فعليا فى جذب المشاهد بموضوعات وصور وتقنية غير موجودة فى الدراما المصرية، فمسلسل الحشاشين” تدور أحداثه فى إطار تاريخى، فى القرن الـ11، حيث جسد كريم عبد العزيز دور زعيم الحشاشين حسن الصباح، ويتحدث المسلسل عن قيادته الفرقة التى اشتهرت بتنفيذ عمليات اغتيالات دموية لشخصيات مرموقة فى تلك المرحلة، و”الحشاشين” ليسوا أشخاصا يتعاطون المخدرات، وإنما تُرجمت هذه الكلمة فى اللغات الأوروبية بأكثر من معنى اتفقت جميعها فى مضمون واحد هو: القتل خِلسةً أو غدرًا، أو بمعنى القاتل المحترف المأجور، إذ اشتهرت فرقة الحشاشين فى ذلك العصر بالقيام باغتيالات دموية لشخصيات مهمة، وكان اسمها يثير فى نفوس المسلمين والمسيحيين على السواء الرعب والفزع.

وشارك النجم كريم عبدالعزيز بطولة مسلسل الحشاشين عدد كبير من نجوم الفن أبرزهم نضال الشافعى، فتحى عبدالوهاب، أحمد عيد، ميرنا نورالدين، نيكولا معوض، إسلام جمال، محمد رضوان، سامى الشيخ، عمر الشناوى، نور إيهاب، سوزان نجم الدين، ياسر على ماهر، ومسلسل الحشاشين من تأليف عبدالرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمى، كما استطاع مسلسل “جودر” بطولة ياسر جلال، تحقيق معادلة الإبهار والتميز، حيث تدور أحداثه فى إطار تاريخى وطابع حكايات ألف ليلة وليلة حول عائلة “عمر” التاجر الثرى، الذى ينجب ثلاثة أولاد: سالم، سليم، وجودر، يواجه جودر، أصغر الأبناء، مصيرًا صعبًا يموج بالخيانة والغدر، بينما يعيش سالم حياة البذخ والسلطة، والعمل ككل يعد صراعًا مُحتدمًا بين الخير والشر، حيث يواجه جودر قوى الشر شمعون ورجاله.

 ويُظهر جودر شجاعة وحكمة استثنائية فى مواجهة هذه التحديات، ليُصبح رمزًا للأمل والعدالة.

وأيضا من الأعمال الشعبية التى حققت نجاحا ورواجا طوال شهر رمضان مسلسل “حق عرب” للنجوم أحمد العوضى ودينا فؤاد ورياض الخولى ووفاء عامر، للمخرج إسماعيل فاروق.

أما بعض الأعمال الأخرى التى عرضت فقد جاءت دون المستوى المطلوب، وأضاع بعض النجوم رصيدهم من النجاح السابق بعد التكرار فى الشخصيات وخضوعهم لظاهرة تفصيل الدور للنجم.

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إنضم لقناتنا على تيليجرام